No Widgets found in the Sidebar
يا من تحملون على عاتقكم أمانة الكلمة

بقلم: جيهان اللواتي
يا زملائي وزميلاتي في مهنة القلم والضمير، يا من تحملون على عاتقكم أمانة الكلمة، أنتم لستم مجرد رواة أخبار بل أنتم صانعو التاريخ وصوت من لا صوت لهم في زمن تتربص فيه الضغوط بكل من يجرؤ على قول الحقيقة يبرز عدو خفي أشد خطورة من الرقابة الخارجية الرقابة الذاتية تلك القيود التي نكبل بها أنفسنا خوفًا من ردة فعل أو هربًا من تهديد أو حتى سعيًا لـ”السلامة” التي ما هي إلا مؤقتة
الرقابة الذاتية هي الخيانة الصامتة كل مرة تمتنعون فيها عن كتابة قصة أو تلينون لغتكم لترضوا جهة ما أو تتجنبون موضوعًا “حساسًا” خوفًا من العواقب أنتم لا تحمون أنفسكم بل تتخلون عن دوركم كحراس الحقيقة.
أنتم بذلك تسلبون الجمهور حقه في المعرفة وتخذلون المظلومين الذين ينتظرون صوتكم ليُسمعوا كل كلمة تُكبت وكل تقرير يُدفن هو انتصار للظلم وهزيمة للضمير.
لماذا نختار الصمت؟ هل هو الخوف من فقدان الوظيفة؟ أم الضغط من المعلنين والمصالح الاقتصادية؟ أم ربما اليأس الذي زرعته سنوات من القمع؟ مهما كانت الأسباب، فإن السكوت ليس حلاً.
إن لم نتحدى هذه القيود اليوم، فمتى؟ إن لم نكن نحن من يرفع راية الحقيقة، فمن؟ الشعب التي ينتظر منا أن نكون عينه وأذنه لن يسامحنا إذا اخترنا الراحة على حساب الحق.
كونوا أنتم الضوء الذي يخترق ظلام التعتيم.
لا تدعوا الخوف يملي عليكم كلماتكم ولا تسمحوا للضغوط أن تكسر أقلامكم.
كل قصة تروونها، كل ظلم تكشفونه، هو لبنة في بناء عالم أكثر عدالة.
كيف نبدأ؟ التزموا بأخلاقيات المهنة الحيادية لا تعني الصمت، بل تقديم الحقائق كاملة بلا تحيز أو خوف.
ابحثوا عن القصص المنسية اذهبوا إلى المهمشين، إلى القرى النائية، إلى الأحياء التي لا يصلها الإعلام.
هناك تكمن الحقيقة.
اتحدوا كصحفيين شكلوا شبكات دعم، شاركوا تجاربكم، واحموا بعضكم بعضًا من الضغوط.
استخدموا التكنولوجيا: المنصات الرقمية ووسائل التواصل تتيح لكم الوصول إلى ملايين القراء مباشرة. لا تعتمدوا فقط على المؤسسات التقليدية.
رسالتي إليكم أنتم لستم مجرد موظفين في غرف الأخبار أنتم حراس الحرية لا تستهينوا بقوتكم فالكلمة الحرة أقوى من أي سلطة.
هذه رسالة أسوقها بكل حب و لا أزايد على احد منكم فكلنا جزء من المشهد و بوحدتنا تكتمل الصورة
دعوا الحقيقة تتنفس والتاريخ يكتب