No Widgets found in the Sidebar
يعد مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية نموذجًا رائدًا في كيفية الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها

(متابعة: سيماء المزوغي)

يشارك مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الحالية، حيث يعرض من خلال جناح المملكة العربية السعودية مجموعة من المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى إحياء وتطوير اللغة العربية. وقد نال الجناح اهتمامًا بالغًا من الزوار، الذين أبدوا تقديرًا كبيرًا لما يقدمه المجمع من جهود علمية وثقافية تسهم في تعزيز مكانة اللغة العربية وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات، محليًا ودوليًا.

في قلب مدينة الرياض، ينبثق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية كرمز حيّ يعكس التزام المملكة العربية السعودية العميق بالثروة الثقافية التي تحملها اللغة العربية. تأسس هذا المجمع في 1 سبتمبر 2020م بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (34) ليكون مركزًا مرجعيًا علميًا للغة العربية على مستوى الوطن والعالم، معتمدًا على رؤية طموحة تسعى إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في كافة المجالات، المحلية والدولية، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.

تم تأسيس المجمع ليكون المؤسسة العلمية الأبرز التي تخدم اللغة العربية وتساهم في تحقيق أهداف التنمية البشرية في المملكة، حيث يتعدى دوره الأكاديمي ليشمل أيضًا الابتكار في معالجة اللغة العربية باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. إن المجمع يمثل مرجعية هامة في الحفاظ على سلامة اللغة العربية، كما يهدف إلى دعم استخدامها في شتى الميادين وتوسيع نطاق تيسير تعلمها وتعليمها.

لاقى هذا الجناح اهتمامًا واسعًا وتفاعلًا ملحوظًا من الزوار الذين أبدوا إعجابهم بما يقدمه المجمع من ابتكارات وأبحاث تسهم في تعزيز مكانة اللغة العربية محليًا ودوليًا.

أخذ مجمع الملك سلمان على عاتقه عدة أهداف استراتيجية تكرس دوره كحارس أمين للغتنا العريقة. تتجلى هذه الأهداف في المحافظة على سلامة اللغة العربية، سواء في النطق أو الكتابة، كما يسعى إلى توحيد المرجعية العلمية الداخلية والخارجية، مما يسهل استخدام اللغة العربية في جميع المجالات. وإلى جانب ذلك، يهدف المجمع إلى إحياء تراث اللغة العربية دراسةً وتحقيقًا ونشرًا، كما يشجع العلماء والباحثين على مزيد من الإبداع والابتكار في هذا المجال.

مجالات عمل المجمع

يغطي مجمع الملك سلمان العديد من المجالات التي تسهم في تطور اللغة العربية. من أهم هذه المجالات هو التخطيط والسياسة اللغوية، حيث يقوم المجمع بوضع السياسات اللغوية التي تدعم استخدام اللغة العربية في مختلف القطاعات. إلى جانب ذلك، يركز على الحوسبة اللغوية، التي تعد من أبرز مجالات العمل في المجمع، حيث يتم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة العربية. كما يعمل على تطوير مهارات تعلم اللغة العربية وتعليمها محليًا وعالميًا، ويعزز ثقافة اللغة العربية على نطاق واسع.

مبادرات ومشروعات المجمع

يعد مجمع الملك سلمان بمثابة محرك رئيسي لإطلاق مبادرات ومشروعات تهدف إلى خدمة اللغة العربية. من أبرز هذه المبادرات هي منصة المستشار اللغوي التي تقدم استشارات مجانية في اللغة العربية، والمكتبة الرقمية التي تحتوي على إصدارات المجمع من كتب ومجلات علمية. كما أطلق المجمع مركز ذكاء العربية الذي يسهم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للغة العربية، بالإضافة إلى منصة فلك ومنصة سوار اللتين تركزان على المدونات اللغوية والمعاجم.

ولم يقتصر المجمع على المبادرات الرقمية، بل أطلق أيضًا شهر اللغة العربية كاحتفالية سنوية لتعزيز الوعي بلغة الضاد، فضلاً عن اختبار كفايات اللغة العربية (همزة) لقياس مستوى الكفاية اللغوية، وجائزة مجمع الملك سلمان للأعمال المتميزة في مجال اللغة العربية.

التعاون والشراكات

تتجلى أهمية المجمع في انفتاحه على التعاون والشراكات مع مختلف المؤسسات المحلية والدولية. ففي إطار هذه الشراكات، وقع المجمع مذكرة تفاهم مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة لتعزيز التعاون المشترك في تنفيذ مشاريع ثقافية وتعليمية، مما يعكس التزام المجمع بالارتقاء باللغة العربية على المستويين المحلي والدولي.

يعد مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية نموذجًا رائدًا في كيفية الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها، حيث يمتزج فيه التراث بالحداثة في سبيل تعزيز مكانة اللغة العربية على الساحة العالمية. إن المبادرات المتنوعة التي يطلقها المجمع، بما في ذلك تعزيز ثقافة اللغة واستخداماتها الحديثة، تجعل من هذا المجمع ليس مجرد مؤسسة علمية، بل نقطة التقاء بين الماضي العريق والمستقبل المشرق للغة العربية.