No Widgets found in the Sidebar
يشارك يوم 1 ماي 2025 في ندوة حول الإعلام الثقافي ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب،

(متابعة سيماء)

من جازان إلى تونس، ومن الكلمة المكتوبة إلى الفعل الثقافي المؤسسي، يمضي حمزة عبده كاملي في مسار لا يكتفي بالكتابة، بل يصنع فضاءاتها، ويؤسس لجسور بين القارئ والمبدع، بين الجامعة والمجتمع، وبين الأدب والعمل العام.

من مواليد جازان  برز كقاص سعودي صاحب رؤية، صدرت له المجموعة القصصية “أقمار خائفة” عن دار “ناشرون”، والتي عبّرت عن قلق الوجود، وبحث الإنسان عن المعنى في عوالم تتداخل فيها الأحلام والخيبات. أسلوبه السردي يميل إلى التكثيف الشعري، ويكشف عن حساسية عالية تجاه التفاصيل الصغيرة، وتوترات الداخل الإنساني.

لكن حمزة لم يكتف بكتابة القصة. منذ عام 2011، أسس نادي القراءة بجامعة جازان، ليكون فضاءً حيويًا يتنفس فيه النص من خلال النقاش واللقاء والقراءة الجماعية. كما أطلق مبادرات ثقافية مهمة مثل “الرصيف الثقافي بجازان” و**”طريق الحرير الأدبي”**، التي مزجت بين النشاط الثقافي الميداني والتواصل مع تجارب أدبية عربية وعالمية.

أدار وقدّم العديد من الفعاليات والأمسيات، وكان حاضرًا في المشهد الثقافي كفاعل لا كمتفرج. وإيمانه بأهمية الثقافة في بناء الفرد والمجتمع تجلى أيضًا في إشرافه على زيارات ثقافية داخلية وخارجية لطلاب الجامعة، مزاوجًا بين التعليم والتجربة الحية.

اليوم، يشغل منصب مدير التميز المؤسسي بإمارة منطقة عسير، إضافة إلى إدارته لمشروع الاستراتيجية، بعد خبرة طويلة في جامعة جازان. هذه الثنائية بين الكاتب والبيروقراطي المثقف تُثبت أن الثقافة ليست نقيضًا للإدارة، بل قد تكون روحها، متى توافرت الرؤية.

ويشارك يوم 1 ماي 2025 في ندوة حول الإعلام الثقافي ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب، في حضور نخبة من المثقفين والصحفيين العرب، في حوار يطرح أسئلة جوهرية: كيف يُغطى الفعل الثقافي؟ ما حدود ومسؤوليات الإعلامي حين يتناول الشأن الإبداعي؟ وهل يكفي نقل الخبر، أم أن الثقافة تحتاج إلى وساطة نقدية واعية ومتابعة عميقة؟

حمزة عبده كاملي، إذًا، ليس فقط صوتًا قصصيًا، بل مشروعًا ثقافيًا متكاملًا، يمشي على قدمين: الكلمة والفعل.